حجرة مولاي بوعزة
«ضرب لحديد ما حدو سخون».. عمل بريس هورتفوه، وزير الداخلية الفرنسي، «به فيه» بحكمة هذا المثل، إذ ما إن علم بمحاولة تفجير طائرة تابعة لشركة «دلتا آير لاينز»، تربط بين أمستردام وديترويت، حتى أعلن عن بطارية من الإجراءات يقوم محركها الرئيسي على المزيد من المراقبة و«ضريب الزيار» على المسافرين الأجانب المتجهين صوب فرنسا. في هذا النطاق، طلب من وكالات الأسفار وشركات الطيران الفرنسية أو الأجنبية التي تقوم بحجوزات في اتجاه فرنسا أن «تلعب اللعبة» وتساعده على «قتل العنف في المهد». بأية طريقة؟ أن تحوِّل إلكترونيا على وزارة الداخلية ملفات المسافرين بمجرد الانتهاء من إعدادها، بمعنى أنه سيكون بمقدور وزارة الداخلية أن تتعرف في الحين على «بروفيل» أي مسافر، لا فحسب على أوصافه الكاشفة، بل على رقم البطاقة البنكية، طريقة تأدية ثمن التذكرة.. إلخ، حتى تقارن كل تلك المعطيات بتلك المتوفرة في لائحة المطلوبين، المحظورين أو المشتبه فيهم. لكن «آش يدير» الكمبيوتر الأكبر لوزارة الداخلية مع ملايين وملايين الأسماء الشخصية من أمثال محمد، عبد الله، أسامة.. إلخ، دون الحديث عن الأسماء العائلية التي تتشابه في ما بينها؟ هل يضع عليها علامة حمراء أم نقطة استفهام كي يخضع أصحابها للتفتيش والمراقبة في المطار أو عند نقاط العبور؟ أحد الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الخطة الجديدة، والتي تستنسخ الخطة الأمريكية المعمول بها منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001، هو تحويل وكالات الأسفار وشبكة الأنترنيت إلى وكالات للوشاية عن الأحوال المدنية والشخصية للمواطنين.
الطرف الثاني الذي يريد بريس هورتفوه توريطه في خطته الأمنية المسماة Plan de sureté des transports aériens هو بعض الحلفاء الأوربيين وبخاصة إيطاليا، بريطانيا وإسبانيا. وستكون هذه الأخيرة، بعد ترؤسها في الفاتح من يناير 2010 للمجلس الأوربي، أحد الجدارمية الكبار وخير سند لهذا المشروع الأمني. مطلب بريس هورتفوه هو أن يتم تبادل قوائم المسافرين وهم في لحظة ترانزيت، لأن الإرهابيين يتجنبون استعمال الرحلات المباشرة والتي تخضع أكثر للمراقبة.
لما نعرف «المحبة» التي تكنها الدول الأوربية، وبخاصة إسبانيا رئيسة المجلس الأوربي، للعرب والمسلمين سيتحول السفر إلى رحلة لـ»للتنهصير» الدائم والمستمر..
بناء على هذه الخطة، ليس من المستبعد أن يؤدي الثمنَ البسطاءُ والأبرياء من المسافرين، الذين ما إن تقلع الطائرة حتى يطلبوا السلامة أو يؤدوا الشهادة، وما إن تهبط «بحفظ الله ورعايته»، كما تقول المضيفة، حتى يصفقوا لقائد الطائرة!
وحالة الحاجة شامة العونية تستحق الذكر في هذا المجال: جاءت من سطات إلى باريس رفقة ابنها الغزواني برا للقيام بفحوصات مدققة عن داء «لكلاوي». بعد زيارة العديد من السادات والصالحين، نجح لفقيه العسري في «التخفيف» من آلامها بواسطة حجاب طالبها بتعليقه في عنقها ليل نهار. لكن الغزواني رغب في أن تعالج بطرق طبية وعلمية. وبعد زيارته لطبيب أخصائي، أكد له هذا الأخير أن التحليلات والمراقبة تتطلب بعض الوقت لتشخيص الأسباب واقتراح العلاج الملائم، وتتطلب بالأخص إمكانيات مالية. ولما ضرب وجمع الغزواني المبالغ، تبينت له استحالة تحمل هذه التكاليف. لذا حجز بطاقة اياب لوالدته على متن الطائرة وطلب منها أن تصبر حتى يفرج الله الكرب. في المطار، بعد إجراءات التسجيل، دخلت الحاجة شامة إلى مجال المراقبة الديوانية ثم إلى منطقة فحص الأمتعة اليدوية. طلب منها أن تتخلص من أغراضها في سلة من بلاستيك. لكنها ما إن اجتازت الباب الإلكتروني حتى صفر هذا الأخير «بالعلالي». وهكذا مرتين ثم ثلاثا، إلى أن اكتشفوا السبب: لحجاب المكون من مادة النحاس! بعد تحريات دامت زهاء نصف ساعة، فسرت لهم خلالها أنه يقيها من داء «لكلاوي»، قرروا في الأخير فتحه ليعثروا على عينة من تراب غير.. متفجر! مرروه تحت «بزبوز» من الماء وألقوا بالغلاف النحاسي في القمامة. وقبل أن تجمع الحاجة شامة الوقفة بصعوبة لتغادر غرفة التحقيقات، التفتت صوب الحارس الأمني الذي استنطقها، وكان من أصل مغاربي، لتخبره بأن التراب مصدره حجرة مولاي بوعزة!
الطرف الثاني الذي يريد بريس هورتفوه توريطه في خطته الأمنية المسماة Plan de sureté des transports aériens هو بعض الحلفاء الأوربيين وبخاصة إيطاليا، بريطانيا وإسبانيا. وستكون هذه الأخيرة، بعد ترؤسها في الفاتح من يناير 2010 للمجلس الأوربي، أحد الجدارمية الكبار وخير سند لهذا المشروع الأمني. مطلب بريس هورتفوه هو أن يتم تبادل قوائم المسافرين وهم في لحظة ترانزيت، لأن الإرهابيين يتجنبون استعمال الرحلات المباشرة والتي تخضع أكثر للمراقبة.
لما نعرف «المحبة» التي تكنها الدول الأوربية، وبخاصة إسبانيا رئيسة المجلس الأوربي، للعرب والمسلمين سيتحول السفر إلى رحلة لـ»للتنهصير» الدائم والمستمر..
بناء على هذه الخطة، ليس من المستبعد أن يؤدي الثمنَ البسطاءُ والأبرياء من المسافرين، الذين ما إن تقلع الطائرة حتى يطلبوا السلامة أو يؤدوا الشهادة، وما إن تهبط «بحفظ الله ورعايته»، كما تقول المضيفة، حتى يصفقوا لقائد الطائرة!
وحالة الحاجة شامة العونية تستحق الذكر في هذا المجال: جاءت من سطات إلى باريس رفقة ابنها الغزواني برا للقيام بفحوصات مدققة عن داء «لكلاوي». بعد زيارة العديد من السادات والصالحين، نجح لفقيه العسري في «التخفيف» من آلامها بواسطة حجاب طالبها بتعليقه في عنقها ليل نهار. لكن الغزواني رغب في أن تعالج بطرق طبية وعلمية. وبعد زيارته لطبيب أخصائي، أكد له هذا الأخير أن التحليلات والمراقبة تتطلب بعض الوقت لتشخيص الأسباب واقتراح العلاج الملائم، وتتطلب بالأخص إمكانيات مالية. ولما ضرب وجمع الغزواني المبالغ، تبينت له استحالة تحمل هذه التكاليف. لذا حجز بطاقة اياب لوالدته على متن الطائرة وطلب منها أن تصبر حتى يفرج الله الكرب. في المطار، بعد إجراءات التسجيل، دخلت الحاجة شامة إلى مجال المراقبة الديوانية ثم إلى منطقة فحص الأمتعة اليدوية. طلب منها أن تتخلص من أغراضها في سلة من بلاستيك. لكنها ما إن اجتازت الباب الإلكتروني حتى صفر هذا الأخير «بالعلالي». وهكذا مرتين ثم ثلاثا، إلى أن اكتشفوا السبب: لحجاب المكون من مادة النحاس! بعد تحريات دامت زهاء نصف ساعة، فسرت لهم خلالها أنه يقيها من داء «لكلاوي»، قرروا في الأخير فتحه ليعثروا على عينة من تراب غير.. متفجر! مرروه تحت «بزبوز» من الماء وألقوا بالغلاف النحاسي في القمامة. وقبل أن تجمع الحاجة شامة الوقفة بصعوبة لتغادر غرفة التحقيقات، التفتت صوب الحارس الأمني الذي استنطقها، وكان من أصل مغاربي، لتخبره بأن التراب مصدره حجرة مولاي بوعزة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق