خدمة بلون السواد
هناك خدمات كثيرة رائعة نكتشفها غالبا حينما نزور دولا تحترم مواطنيها، ونجدها عمَليّة وسهلة ومريحة أيضا، وفي نفس الوقت مربحة لأصحابها لأنها تجلب الاهتمام وتجعل الناس يستفيدون منها ويُقبلون عليها رغم القيمة المادية الإضافية التي يدفعها الزبناء ثمنا لها.
هذه الخدمات الناجحة غالبا ما نستنسخها ونقترحها على المغاربة، لكننا نفعل ذلك دائما، للأسف، بشكل سيء وبصورة قبيحة لا تمت إلى الأصل بصلة.
ولعل تجربة «الطاكسي الأخضر» خير دليل على ما يمكن أن تؤول إليه «خدمات القرب» الناجحة في عواصم كبرى، كنيويورك ودبي وباريس وبيروت، حينما تصل إلى الدار البيضاء.
فشتان بين سيارات دبي ونيويورك الصفراء وبين سيارات الدار البيضاء الحمراء التي تحمل اسما أخضر لكن خدماتها بلون السواد.. سائق عابس ومتجهم وسيارة أجرة برائحة عفنة وأبواب متهالكة وتأخير قد يصل إلى 45 دقيقة.
الفرق بين مثل هذه الخدمات في الخارج ونظيرتها هنا بالبلد أنهم هناك يحترمون الزبون لأنهم يعتبرونه «ملكا»، يحافظون على راحته ويسعون إلى نيل رضاه ويقدمون إليه خدمة في مستوى الثقة التي منحهم إياها باختياره لخدماتهم وتقديمه ثمنا مقابلها، أما عندنا فالزبون فريسة، لا يهم رضاه أو راحته، بل المثير للسخرية أنك تدفع ثمن الخدمة لتنتظر طويلا وتهان ويرتفع ضغطك وتضطر إلى تحمل سائق عكر المزاج، منفعل ومتوتر.. يسُبّ الطريق والمطر والحفر، وضمنيا يسبك أنت أيضا، لذلك ينتابك إحساس بالخطر والريبة وتنهار الثقة والشراكة الرمزية بينك وبين أصحاب الخدمة.
في حين أن الفكرة جيدة وتحقيقها ممكن لوتم اختيار السائقين وسيارات الأجرة وفق معايير الجودة والاحترام والمسؤولية، ولم لا إخضاع العاملين للتكوين في أساليب التعامل والحديث واحترام الوقت والمواعيد، فهذا ليس مشروعا يدر الأرباح فقط، بل واجهة للبلد وخدمة تتعلق بقطاع شائك وحيوي وحساس يعطي صورة عن المكان وأهله.
وباستثناء سائقين محترمين يشكلون الأقلية، يتعاملون برقي ويشرّفون مهنة السياقة، فإن عينة السائقين التي سبق الحديث عنها تشكل للأسف السواد الغالب، لذلك تجب مراقبة مثل هذه الخدمات وتقنينها، وحماية المواطنين من الإساءة والاستغلال. وأعتقد أن أول ما يجب القيام به هو التشدد في اختيار السائقين الذين سيتكلفون بتقديم هذه الخدمة، ثم توسيع مكتب استقبال المكالمات كي لا ينتظر العباد طويلا، وطبعا وضع رقم خاص لتقديم الشكايات واستقبال الردود والتوضيحات.
غالبا ما نقتفي آثار غيرنا باستيراد مشاريع وأفكار هامة، لكننا نتمسك فقط بالشكل، أما المضمون والغاية والعمق فلا يهم، مادام هناك ربح فكل شيء متاح.
هذه الخدمات الناجحة غالبا ما نستنسخها ونقترحها على المغاربة، لكننا نفعل ذلك دائما، للأسف، بشكل سيء وبصورة قبيحة لا تمت إلى الأصل بصلة.
ولعل تجربة «الطاكسي الأخضر» خير دليل على ما يمكن أن تؤول إليه «خدمات القرب» الناجحة في عواصم كبرى، كنيويورك ودبي وباريس وبيروت، حينما تصل إلى الدار البيضاء.
فشتان بين سيارات دبي ونيويورك الصفراء وبين سيارات الدار البيضاء الحمراء التي تحمل اسما أخضر لكن خدماتها بلون السواد.. سائق عابس ومتجهم وسيارة أجرة برائحة عفنة وأبواب متهالكة وتأخير قد يصل إلى 45 دقيقة.
الفرق بين مثل هذه الخدمات في الخارج ونظيرتها هنا بالبلد أنهم هناك يحترمون الزبون لأنهم يعتبرونه «ملكا»، يحافظون على راحته ويسعون إلى نيل رضاه ويقدمون إليه خدمة في مستوى الثقة التي منحهم إياها باختياره لخدماتهم وتقديمه ثمنا مقابلها، أما عندنا فالزبون فريسة، لا يهم رضاه أو راحته، بل المثير للسخرية أنك تدفع ثمن الخدمة لتنتظر طويلا وتهان ويرتفع ضغطك وتضطر إلى تحمل سائق عكر المزاج، منفعل ومتوتر.. يسُبّ الطريق والمطر والحفر، وضمنيا يسبك أنت أيضا، لذلك ينتابك إحساس بالخطر والريبة وتنهار الثقة والشراكة الرمزية بينك وبين أصحاب الخدمة.
في حين أن الفكرة جيدة وتحقيقها ممكن لوتم اختيار السائقين وسيارات الأجرة وفق معايير الجودة والاحترام والمسؤولية، ولم لا إخضاع العاملين للتكوين في أساليب التعامل والحديث واحترام الوقت والمواعيد، فهذا ليس مشروعا يدر الأرباح فقط، بل واجهة للبلد وخدمة تتعلق بقطاع شائك وحيوي وحساس يعطي صورة عن المكان وأهله.
وباستثناء سائقين محترمين يشكلون الأقلية، يتعاملون برقي ويشرّفون مهنة السياقة، فإن عينة السائقين التي سبق الحديث عنها تشكل للأسف السواد الغالب، لذلك تجب مراقبة مثل هذه الخدمات وتقنينها، وحماية المواطنين من الإساءة والاستغلال. وأعتقد أن أول ما يجب القيام به هو التشدد في اختيار السائقين الذين سيتكلفون بتقديم هذه الخدمة، ثم توسيع مكتب استقبال المكالمات كي لا ينتظر العباد طويلا، وطبعا وضع رقم خاص لتقديم الشكايات واستقبال الردود والتوضيحات.
غالبا ما نقتفي آثار غيرنا باستيراد مشاريع وأفكار هامة، لكننا نتمسك فقط بالشكل، أما المضمون والغاية والعمق فلا يهم، مادام هناك ربح فكل شيء متاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق