الخميس، 20 مايو 2010

وليدات فرانسيس

بعد حل جيش التحرير ومطاردة زعمائه من طرف ميليشيات حزب الاستقلال واغتيال الناشطين في المنظمات والأحزاب المعارضة لاتفاقية «إكس ليبان» وبنودها السرية التي سلمت بموجبها فرنسا المغرب استقلاله المشروط بالبقاء رهن التبعية الاقتصادية واللغوية والثقافية لها، تسلم حزب الاستقلال مقاليد أول وزارة تعليم تحمل حقيبتها محمد الفاسي.
فقد فهم الحزب، منذ البدء، أنه للاستمرار في احترام التقسيم الاستعماري للمغرب إلى مغرب نافع ومغرب غير نافع، يجب تقسيم التعليم بدوره إلى تعليم نافع وتعليم غير نافع، تعليم مجدٍ وعلمي ينتج النخبة التي ستتحكم في الأغلبية التي ستتلقى تعليما متواضعا لا يحترم متطلبات سوق الشغل.
وهكذا، ففي سنة 1957 سيعلن وزير التعليم الاستقلالي محمد الفاسي عن قراره تعريب التعليم الإعدادي انسجاما مع روح حزب الاستقلال الذي يدافع عن الهوية الدينية للمغاربة. وعندما حلت سنة

يا راسي يا راسي

بعد أكثر من نصف قرن على حصول المغرب على استقلاله، وجدنا أنفسنا لازلنا خاضعين لسلطة الشركات الفرنسية التي تتحكم في قطاعات الخدمات العمومية الأكثر حيوية. وعندما لا تستطيع بلاد أن تحكم سيطرتها على قطاع تدبير الماء والكهرباء والتطهير والنقل داخل مدنها الكبرى، فذلك يعني أنها فشلت في إحكام سيطرتها على قطاعات تدخل في خانة السيادة الوطنية. عندما كانت شركة «لاليونيز دي زو» الفرنسية تعاني من مشاكل مادية على عهد جاك شيراك، ظل هذا الأخير يصر وبإلحاح على إدخال فرع هذه الشركة إلى الدار البيضاء لتدبير الماء والكهرباء والتطهير. لكن مستشاري مجلس المدينة رفضوا العرض. فانتظر

الثلاثاء، 18 مايو 2010

الجنس يعالج أمراض البرد ويقوي المناعة ويطيل العمر

تؤكد العديد من الدراسات العلمية أن ممارسة المرأة للجنس يجعل جسمها ينتج كمية مضاعفة من هرمون الأستروجين الذي يجعل شعرها براقا وجلدها ناعما، خصوصاً أن ممارسة الجنس بطريقة هادئة مسترخية يقلل من نسبة التعرض إلى الأمراض الجلدية عموماً والالتهابات الجلدية والنمش خاصةً، كما أن العرق المنتج في عملية الجنس ينظف فتحات الغدد العرقية ويجعل الجلد لامعا.
وهذه النتيجة ليست الأولى التي تؤكدها الدراسات العلمية الحديثة، بل وجدت دراسات أخرى أن الجنس ليس مصدراً للذة ولإشباع الرغبات فحسب، بل له فوائد جمة، منها علاج أمراض البرد وتقوية المناعة والوقاية من أمراض القلب والسرطان، ولعل أبرز

علاج الحب

لم تكن الحركة أمام عيادتي ذلك الصباح عادية أبدا، لقد تجمهر الناس لمشاهدة موكب غريب ومثير حط رحاله أمام عتبة الباب يشبه كرنفالاً برازيليا، عربة فرعونية تجرها خيول عربية من فصيلة المعنكي، مسرجة
ومزينة بطريقة غاية في العناية والإتقان، العربة خشبية بعجلتين عليها رموز وكتابات ذهبية اللون وفرعونية المعنى، يرافقها أربع وصيفات وسائقان بلباس عبارة عن غطاء رأس وتنورة بالكاد تستر عورتهما، يضعان بعض الحلي فوق الجبهة وحول العضدين يذكران بأبطال فيلم الكلادياتور. ولم يكن الأمر داخل قاعة الانتظار ومكتب الاستقبال بأهدأ مما عليه بالخارج. فقد دخلت مكتبي الممرضة ولونها المنتقع يفشي أسرار الخوف

الإصلاح الاقتصادي للعولمة لن يكفي

أغلب ما يسمعه الإنسان أو يقرؤه في أيامنا الحالية ينصب على المطالبة بإجراء إصلاحات عميقة على الجانب الاقتصادي من ظاهرة العولمة الجديدة، والتي هي في الواقع في طريقها لتكون نظاماً شمولياً متكامل المكوّنات. تلك المراجعة فرضتها الأزمة المالية العولمية التي انفجرت في وجه الجميع منذ أكثر من عام. لكن تلك المراجعة لن تكفي، وستكون خطوات العلاج الخجولة البطيئة كمن يعالج السرطان المنتشر المتمكن من كل الجسد، في الكبد ويتركه ينهش ويدمر الرئة والجهاز العصبي والعظام. مثلما لا يستطيع علاج طبي كهذا أن يقضي على مرض السرطان، فكذلك الحال مع العلاج الاقتصادي المتواضع الذي يقترحه السياسيون الخائفون المذعورون الذين لا يفكرون إلا

«اللي بغا البوكس راني موجودة»

كنزة دريدر، فرنسية من أصل مغربي في الـ31 من عمرها، أم لأربعة أطفال، ولدت، تربت وتعيش بناحية آفينيون بجنوب فرنسا، تتحدث الفرنسية بطلاقة تحسد عليها، حصلت على شهادة الباكلوريا، تابعت دراستها الجامعية في مجال المساعدة القانونية، وتعمل اليوم متطوعة  في أحد مراكز الترفيه، تصف نفسها بكونها امرأة «مرحة»، «متفتحة» وتهوى الرياضة، بحيث تركب الدراجة الهوائية وتمارس أيضا رياضة الملاكمة أو البوكس إن شئتم . لكن وبالرغم من كل هذه الأوصاف الكاملة، سقطت  كنزة دريدر من أعين الفرنسيين، لا لشيء إلا لارتدائها النقاب، إذ سرى حديث مازح، قادح في حقها يتعجب ويتساءل بموجبه فرنسيو «قاع الخابية» عن امرأة محجبة ترتدي قفازات الملاكمة وتصعد إلى الحلبة لتبادل اللكم والضربات بل والضربات القاضية؟ لكن

الأسلوب النبوي في التغيير الاجتماعي والسياسي

في نهاية شهر مايو من عام 2004م، قتل في مدينة «الخبر» في السعودية 22 شخصا، على يد مجموعة من الشباب المسلحين الذين لا ينقصهم الحماس الديني بقدر الوعي والفقه الرشيد.
وعندما يمتزج الحماس بالجهل تتكون خلطة شديدة التفجير.
 ولا شيء أخطر من طاقة منفلتة عن مدارها، فقبل 65 مليون سنة قضي على معظم الحياة في الأرض بفعل مذنب شارد في الملكوت، أصاب الأرض فكانت قوة ارتطامه بقدر مليون قنبلة هيدروجينية!
وكل كتلة يتعلق أثرها ليس بحجمها، بل بسرعة صدمها. والرصاصة تقتل ليس من حجمها بل من سرعة اختراقها.

الحلف المقدس

في الوقت الذي كان فيه وفد من أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، برئاسة الوزير الأول عباس الفاسي، يترحم على قبر علال الفاسي في مقبرة الشهداء، كانت عائلة المختطف عبد السلام الطود تتسلم رفات هذا الأخير من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وتدفنها وسط حضور جماهيري كبير بمقبرة مدينة القصر الكبير.
وفي الوقت الذي خلد فيه حزب الاستقلال هذه الأيام الذكرى الـ36 لرحيل علال الفاسي، خلدت عائلة الشوري عبد السلام الطود الذكرى الـ54 لاختطافه واغتياله من طرف ميليشيات حزب الاستقلال.
كانت تهمة عبد السلم الطود، مثل كثيرين طاردهم حزب الاستقلال واعتقلهم وعذبهم

الخميس، 6 مايو 2010

«دعوة إلى العقل»

يقود رئيس الطائفة اليهودية بالمغرب، السفير المتجول سيرج بيرديغو، حملة دولية لجمع توقيعات اليهود المغاربة عبر العالم للتنديد بقرار هدم مستشفى «بن شيمون» بطنجة الذي اتخذه عمدة الأصالة والمعاصرة بالمدينة، سمير عبد المولى، وزكاه والي المدينة حصاد.
وإلى حدود اليوم، تجاوز عدد الموقعين على العريضة 50 ألف موقع، وضمت لائحة التوقيعات يهودا يقيمون في المغرب وكندا وأمريكا وإسبانيا وفرنسا، كما شملت اللائحة أسماء مثقفين وأساتذة مغاربة مسلمين ضموا أصواتهم إلى أصوات اليهود المغاربة للاحتجاج على تدمير هذا المستشفى الذي قدم خدماته إلى المسلمين والمسيحيين واليهود

الأربعاء، 5 مايو 2010

ديمقراطية بريطانيا وديمقراطية مصر؟!

حينما وقع انقلاب يوليوز عام 1952 في مصر، كانت مصر واحدة من أعرق الأنظمة الديمقراطية في المنطقة، حيث كان الدستور الذي صدر في عام 1921 يكفل للناس الحياة الكريمة، وعلى رأسها تداول السلطة بين الأحزاب القائمة وحق الشعب في اختيار من يحكمه. وإذا أخذنا في الاعتبار الحديث الذي روج بعد ذلك عن فساد الأحزاب والحياة السياسية، فما حدث بعد ذلك على أيدي الأنظمة الديكتاتورية المتتابعة -والذي بدأ بإلغاء الدستور ووضع دساتير تكون ألعوبة بيد الحاكم يعدل ويبدل فيها كما يشاء بما فيها المادة 76 المشؤومة التي تفصل الحق في الترشح لرئاسة الدولة على عدد محدود من الناس لا يكونون سوى امتداد للنظام القائم- يعتبر أسوأ بملايين المرات من الفساد

توزيع نعوة ديكتاتوريات العالم العربي؟

مع انتخابات السودان، يبدو أن تشكل كائنات الهيبريد والجملوكيات ماضي في سبيله، مثل أي وليد مشوه بالمنغولية أو معتوه بالهبل ومرض السغل وصغر الجمجمة، هذه المرة ولد الوليد المشوه بيد قابلة أمريكية باركته، اسمها كارتر.
حين كان يطلق على الإمبراطورية العثمانية الرجل المريض، كان السلطان يحتفل بالانتصارات، وهذا هو وضع العالم العربي اليوم مع إعلان كارتر عن سلامة وصول الجنين السوداني إلى العالم، فيجب قراءة التاريخ.
ومتأمل الأوضاع في العالم العربي يرى أن الصورة، في عمومها، تشكل ظاهرة الفينومينولوجيا، كما ذكر يوما «هوسرل إدموند»، الفيلسوف عن عالم الظواهر، فالأمر

سير تزمر

حسب بلاغ أصدرته بنزاكور، رئيسة قسم التواصل بشركة الخطوط الجوية الملكية، فعودة «طائرة بيد الله»، التي كانت متوجهة نحو أبيدجان، «فنص الطريق» نحو الدار البيضاء لا تتعلق بتوقف أحد محركات الطائرة بعد ارتطامه بطائر وإنما بتعطل جهاز استشعار السرعة، مما دفع الربان إلى العودة من حيث أقلع لاستبدال الطائرة. وحسب البلاغ، فالحادث لم يؤثر على سلامة الرحلة ولا على راحة المسافرين.
يبدو أن الخطوط الجوية الملكية لديها تعريف خاص لما يسمى «راحة المسافرين». فتأخر رحلة لما يزيد على ثلاث ساعات ليس فيه أي إزعاج لراحة المسافرين، في نظرها. كما أن إشعار المسافرين بوقوع خلل في أحد أنظمة الطائرة وضرورة العودة

السبت، 1 مايو 2010

مقاومة «الثقب الأسود» في الشرق الأوسط


جاء مبعوث الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، في زيارة للمنطقة وعاد أدراجه. ومرة أخرى، ترك محادثات السلام معلقة! أحد المحللين الإسرائيليين، ويسمى يوسي ساريد، علق في لحظة تأمل بالقول إن «النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو الثقب الأسود الذي يبتلع كل مبادرات حسن النية التي يأتي بها السفراء منذ عصور».
لا أستطيع، طبعا، أن أجادله في هذا الطرح. الحروب الباردة تندلع وتخمد جذوتها، والتقنيات الحديثة تغير ملامح العالم، غير أن الصدام بين الصهيونية والمشروع الوطني الفلسطيني في الأراضي المقدسة يعصى على أي حل.
والآن، يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الفلسطينيين في مأزق كبير

غيبوبة النظام المصري

قبل أن تطيح الثورة بشاه إيران عام 1979 بعدة سنوات، كانت المظاهرات والاحتجاجات تضرب أنحاء إيران وطهران بشكل خاص، بل كان المتظاهرون يصلون إلى قصر الشاه وهم يهتفون ضد ديكتاتوريته وفساد نظامه، بينما كان الشاه يمارس حياته مطمئنا إلى أن جهاز السافاك أو الأمن الداخلي بكل بطشه وقسوة رجاله كفيل بأن يسحق هؤلاء ويسحلهم في الشوارع قبل أن يصلوا إلى بوابات قصره، كما أن الجيش كله كان يدين له بالولاء المطلق،  ومن ثم فلا حاجة إلى القلق أو الاهتمام بهؤلاء الرعاع الذين يخرجون في الشوارع يهتفون ضده أو ينادون بالحرية أو الديمقراطية أو الحياة الحرة الكريمة، فعصا الأمن الغليظة كفيلة بهم. وقد سجلت الكاميرات التلفزيونية آنذاك بعض اللقطات التي يقوم خلالها رجال السافاك بقمع المتظاهرين الإيرانيين بقسوة

هل نبدأ بإصلاح الأخلاق أم بإصلاح النظام؟

هاتان الواقعتان شهدتهما بنفسي:
الواقعة الأولى في جامعة القاهرة حيث كنت طالبا في كلية طب الأسنان وكان علينا في نهاية العام أن نؤدي الاختبارات النظرية والعملية. ويعد ذلك الامتحان الشفهي هو البوابة السحرية لكل الوساطات والمحسوبية، وأذكر أن زميلة في دفعتنا اسمها هالة كان والدها أستاذا للطب في جامعة إقليمية، وبالتالي كان صديقا لمعظم الأساتذة الممتحنين.
وقد شاء حظي أن أدخل الاختبار الشفهي مع هالة وزميلة أخرى في مادة وظائف الأعضاء. أمطرني الأستاذ الممتحن بالأسئلة الصعبة ووفقني الله في الإجابة، ثم اعتصر الزميلة الأخرى بأسئلة عويصة فتعثرت وأخفقت. وعندما جاء دور هالة الجالسة بجواري، تطلع إليها الأستاذ بحنان وقال:

«سوط» الحق

ارتبط اسم سيدي مومن بالدار البيضاء بموطن منفذي اعتداءات 16 ماي الإرهابية. لكن هذا التجمع الصفيحي، الذي يغلي هذه الأيام بسبب احتجاجات سكانه ضد محاولة إفراغهم والذي ينتج الفقر والقهر بالنسبة إلى هؤلاء السكان، يستطيع أن ينتج الثروة بالنسبة إلى البعض الآخر.
فقبل شهر، أعلنت وزارة التجهيز عن نتائج المباراة التي نظمتها لمكاتب الهندسة من أجل التباري حول أحسن تصميم لمعلب الدار البيضاء الكبير، والذي ارتأت الوزارة أن تشيده في كاريان سيدي مومن. المشكلة أن الملعب، الذي قدرت الوزارة ميزانيته بحوالي 4 ملايير درهم، أصبح في خبر كان. لكن الوزارة ظلت ملزمة بدفع قيمة الجوائز التي رصدتها لمكاتب الهندسة التي فازت تصاميمها بالرتب الأربعة الأولى.